.•°•. ღ منتديــــات بحــــــر الشــــوق ღ .•°•.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التلفزيون يغتال الهوية الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قلب الفهد
Admin
قلب الفهد


المساهمات : 200
تاريخ التسجيل : 04/04/2008
العمر : 39

التلفزيون يغتال الهوية الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: التلفزيون يغتال الهوية الإسلامية   التلفزيون يغتال الهوية الإسلامية I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 5:23 pm

تجربة لاحد اطفال

تجربتي مع ولدي أنموذجـا

منذ أن صار في عداد الصبيان الواعين، ودرج إلى الدراسة في رياض الأطفال القريبة من الحي، صرت أجده قبيل أذان الفجر ـ وبشكل اعتيادي منتظم ـ منتصبا تارة، ومتمددا أو مستلقيا تارة أخرى على إحدى أرائك غرفة الجلوس، وهو قابض بتلقائية وذهول بإحدى يديه على جهاز التحكم البرقي التلفزيوني، وعيناه متسمرتان، وسائر قواه العقلية والفكرية والنفسية والروحية والوجدانية مشدودة نحو قناة (سبيايس تون ) وصديقاتها المغريات (أم بي سي، آرتي، سبايس تون شيلدرن.. )، ناسيا أو متناسيا أو مهزوما عن مثالية تربيتي الإسلامية الصارمة له، وعن أدبيات أول نشاطات الفرد المسلم في البيت المسلم وهو يستقبل يومه في سجل مصيره العمري، التي تبتدىء بالأدعية والطهارة والصلاة والذكر والدعاء، إذ سرعان ما يشعر بالحرج والارتباك في أعماق وجدانه عندما يسمع حفيف خفي نحو شرفة الدار طلبا للدعاء وقت الفجر، والتماسا للوضوء وأداء الصلاة، فينتصب مرتبكا قائما يلهج لسانه بالاعتذارات والأيمان المغلظة، حاشدا الكثير من الحجج والأدلة لتسوية الموقف بالمسوغات التبريرية التي اعتدت سماعها كل صباح من جراء سلوكه الإدماني.

وقد دفعني هذا السلوك الإدماني الخطير لإجراء متابعة بحثية حوله، فقمت بملاحظة عاداته وتاراته السلوكية واللفظية لقياس مدى تأثره بهذا الجهاز، فأحصيت له عدد ساعات مشاهداته اليومية، فأشارت الأرقام إلى ما يقارب الخمس ساعات والنصف، أي ما يعادل عدد ساعات دراسته اليومية، وبحساب أيام العطل، تبين أنه يشاهد أيضا ساعات الدراسة، ولا يدرس، ولا يقرأ، إلاّ لماما، وتحت عوامل الضغط والإكراه والإغراء، وبعملية حسابية تبين أن ما يشاهده في السنة أكثر مما يدرسه في المدرسة أو يطالعه في البيت، عدا نصف العطلة المخصص لمراجعة وحفظ أحزاب جديدة من القرآن الكريم.
فمعدل مشاهداته بلغ 1950 ساعة سنويا، ومعدل دراسته المدرسية ومطالعاته البيتية بلغ 1250 ساعة.

الوعي السلوكي
كما قمت بمتابعة خصوبة خياله، ومحصوله المعرفي واللغوي، ومدى انعكاس القيم والمثل المقدمة في قنوات الأطفال على سلوكه اللفظي والحركي والإيمائي والخبراتي والمعلوماتي..
فأحصيت الخير الوفير، وبمقابله أحصيت الشر المستطير، لعل أخطرها وأشدها فتكا به ككائن ناشىء: الخمول والكسل والتواكل والسلبية، والوعي السكوني الخامل الخام، الذي لا ترافقه الإيجابية والفعالية المطلوبتين في الفرد السليم نفسيا وفكريا ووجدانيا وسلوكيا واجتماعيا، والذي سميته (الوعي التلفزيوني البياتي).
نود أن نتوقف عند حدود وشطآن الموقف الاتصالي الشامل الذي يحدث بيني وبين صغيري كل صباح، والذي يحدث الملايين منه في كل بيت مسلم صباح مساء، حيث ثـرّ هذا الموقف بجملة من الحقائق الاتصالية المتشعبة المسالك، لعل أهمها الآتي:

1 ـ الكشف عن الثنائية الثقافية والفكرية التي يعيشها الطفل المسلم في البيت.
2 ـ توضيح الثنائية التربوية والأخلاقية والتعليمية التي ُتفرض على تشكيل شخصية الطفل المسلم في البيت.
3 ـ تبيين المجابهة الدائمة والمستمرة في وجدان وعقل الطفل بين التربية الواقعية اليومية، وبين معطيات الضخ الثقافي والقيمي الذي يتلقاه من جهاز التلفزيون.
4 ـ إظهار الصراع النفسي والوجداني والفكري والروحي والقيمي المتأجج يوميا في أعماق الطفل المسلم، نتيجة الثنائية التربوية التي تشترك في تشكيل شخصيته الهجينة.
5 ـ عرض فصول المجابهة اليومية بين أفراد الأسرة جراء الاختلاف القيمي الاعتيادي بين تنوع الأجيال في الأسرة من جهة، وبين عالم الأفكار والقيم والمشاعر الأسرية والذاتية من جهة ثانية.
6 ـ تجسيد آليات الصراع القيمي والاجتماعي والنفسي بين الطفل ووسطه الاجتماعي.
7 ـ الكشف عن حقيقة المجابهة القيمية والمعيارية والفكرية والعقلية والروحية العميقة والخطيرة بيني وبين طفلي، إذ تتجابه كل صباح تعاليم الإسلام التربوية والعادات الاجتماعية مع تعاليم وقيم أبطال أفلام الكرتون الزائفة.
8 ـ حقيقة الخلط الهجين القائم بين عوالم الحياة المختلفة: (عالم الأفكار، عالم الأشياء، عالم المشاعر، عالم الأشخاص).
9 ـ إدراك أهمية هذا الجهاز في تشكيل شخصية الفرد المسلم لاسيما الأطفال منهم.

الجهاز السحري

جهاز التلفزيون هو الجهاز الذي يسلبني ابني وابنتي بالرغم من إرادتي، وبالرغم من إغداقي وإنفاقي اليومي عليهم، وبأنه الجهاز السحري الذي يعيق أدائي التربوي والتكويني عن إيصال قيمي الدينية والأخلاقية والروحية والنفسية والسلوكية والتربوية لأبنائي وبناتي.
وبأنه: هو الجهاز الذي يستبيحني صباح مساء، ويدخل إلى بيتي بغير استئذان، ويروج لقيم القائمين عليه من غير احترام لقيمي وأعرافي وتقاليدي، ويغتال كل ما أحييه، ويئد كل ما أُخصّبه، ويهدم بشكل مستمر كل ما أبنيه، دونما مراعاة لأبسط حقوق الإنسان وخصوصياته الثقافية والدينية.

قادة الأمم
وهو: الجهاز الذي صنع قادة العالم الجدد واستبدل قادة الأمم الحقيقيين، وصنع لكل شريحة اجتماعية قادتها وسادة الرأي فيها، وصار بفضله زعماء العالم: الرياضيون، والفنانون، والممثلون، والسياسيون.
وهو: الجهاز السحري القادر على صناعة المستحيل في: عالم الأفكار والأشخاص والأشياء والمشاعر والقيم. فعبر جهاز تحكمه البرقي أمكن لسادة العالم اليوم صناعة الفرد الذي يحبون ويريدون، والتحكم في المجتمع المراد تخضيعه.

نمط حياتي
والملاحظ على مصير ومستقبل هذا الجهاز الحساس بأنه صار جهازا استراتيجيا في كل البيوت ولدى ملايين المستقبلين، الذين تفاعلوا وتناغموا مع رسائله بإيجابية وتقبل حتى صارت رسائله وقيمه نمطا حياتيا يحتذونه في ممارساتهم اليومية، عدا أفراد قليلين في مجتمعاتهم مازلوا يجدفون ضد التيار.
وفي الوقت الذي ذهلت عن تأثيراته ومنافعه الحدية الكثير من الأمم والكيانات المتخلفة في العالم عموما والعالمين العربي والإسلامي على وجه الخصوص، فقد تنبهت إليه الكثير من قوى التأثير وصناعة القرار في العالم منذ عشرينيات القرن الماضي، ولاسيما القوى الاقتصادية والاحتكارية المسيطرة على حركة السوق العالمية، والقوى الإمبريالية السياسية والعسكرية والثقافية والمالية العالمية، بزعامة المحور المسيحي اليهودي الأمريكوأوربي إلى خطره وفاعليته في الإطباق الكلي على الفريسة، بحيث يفقدها القدرة على الحراك من يد صائدها، ودون أن يبذل الكثير من الجهد لقنصها، فبحسب (روجيه غارودي في كتابه حفارو القبور) تكفي بعض الجهود فقط كي يتعلق الضعيف المتخلف بجهاز التحكم الرقمي البرقي حد الإدمان واللا وعي لتتم السيطرة عليه كلية، مستبدلين به جيوشا وأسلحة وأساطيلا وأموالا طائلة.
مسارح الجريمة

وبعد أن تبينا الكثير من الحقائق عن خطر هذا الجهاز، نحب أن نجول في مسارح الجريمة التي عاث فيها قتلا وتنكيلا وتدميرا واغتيالا، علّنا ننقذ ما يمكن إنقاذه، وننبه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، عبر ارتياداتنا الوصفية العابرة لمسارح الاغتيال القيمي والفكري والثقافي والروحي والنفسي والتربوي لرسائل ومضامين وأهداف القائمين عليه.
التلفزيون صار يشكل عقول الشرائح والفئات الاجتماعية في الأمة.
فرسخ القيم المادية كأسس مرجعية في تفكير الطفل قيم المنفعة الشخصية الأنانية. وضخ القيم المناوئة للإسلام ولقيمه النبيلة، ولأخلاقه السمحة، ولشريعته الغراء، كتشجيع ظاهرة العنف والتخريب والإرهاب، والسفور والتبرج والاختلاط والجريمة والإثارة.
ومع مزاحمة الوسائل السمعية البصرية حياة الإنسان ونزولها القسري في سائر شؤون حياته اليومية، صارت هذه الوسائل مصدره الرئيس لإشباع عالمه الوجداني، ومع وسائل الاتصال ترسخت فيه ثقافة التلقي، وتشكلت قيمه الوجدانية والانفعالية، وصارت أحلامه وآماله وأشواقه وهمومه وأحزانه وأفراحه كلها من عالم أفلام الكرتون.

محاكاة الأبطال
ويشجع التلفزيون الطفل على محاكاة أبطال أفلام الكرتون، وغيرها، فقد نقلت لنا وكالات الأنباء عن أعداد كثيرة من الأطفال قلدوا عملية شنق أنفسهم وماتوا لأنهم شاهدوا شريط إعدام شخص مشهور، بالاضافة الى تحويل سلوك الطفل المسلم الفطري وإفساده بتقليد سلوك أبطال أفلام الكرتون وغيرها، في كافة نشاطات وممارسات الحياة اليومية.
النتيجة المؤلمة

إن مؤسسات الضخ الثقافي والإعلامي المعادية لقيمنا الدينية العربية والإسلامية اغتالت بحق الفرد المسلم من خلال اغتيالها العنصري الآثم للطفل المسلم، ومعه قضت قضاء مبرما على الجماعة المسلمة من الداخل، وفتت بناها المتماسكة، وقضت على مستقبلها في قيادة نفسها وغيرها، وفي التحكم في مصيرها..
فهل تكفي مثل هذه الصرخات العابرات لإصلاح ما أفسده جهاز التلفزيون؟.
المصدر : مجلة الوعي الاسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b7r-shooq.ahlamontada.com
 
التلفزيون يغتال الهوية الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.•°•. ღ منتديــــات بحــــــر الشــــوق ღ .•°•. :: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ تقنيات الإستقبال التلفزيوني ~¤ô¦¦§¦¦ô :: إستقبال القنوات الفضائية-
انتقل الى: